مواضيع أخرى
قائمة المنشورات
يوم الأحد, 13 تشرين أول 2024
ولله الاسماء الحسنى
قال الله تعالى : (ولله الاسماء الحسنى فأدعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمه ) : الاعراف 180
وعن ابي هريرة رضي الله عنه : (ان لله تسعة وتسعين أسماً ، مائة الا واحداً من احصاها دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر ) متفق عليه . ومعنى الإحصاء في اللغة : العد والحفظ واختلــف العلمــاء في قوله ( أحصاها ) في هذا الحديـث على خمســة أقوال نذكرها جميعاً للفائدة :
1 – فقيل : أحصاها علماً بها وإيماناً .
2 – وقيل : أي : حفظها على قلبه .
3 – وقيل أراد من استخرجها من كتاب الله تعالى ومن أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم
4 – وقيل : أراد العمل بمقتضاها مثل من يعلم أنه سبحانه سميع بصير ، فيكف لسانه وسمعه عما لا يجوز ، وكذا باقي السماء .
5 – وقيل : أراد من أخطر بباله عند ذكرها معناها ، وتفكر في مدلولها معظماً لمسماها ومقدساً معتبراً بمعانيها ، ومتدبراً راغباً فيها وراهباً ، وبالجملة ففي كل أسم يجريه على لسانه يخطر بباله الوصف الدال عليه
وهذه الأسماء الحسني هي المشهورة عند الناس ، أما أسماء الله فلا تنحصر ، ودليل ذلك حديث الإمام أحمد عن عبدالله بن مسعود ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم اني عبدك وابن عبدك ، اسالك بكل أسم هو لك سميت به نفسك ، أو انزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ، ونور صدري ، وذهاب حزني ، وجلاء همي وغمي ، إلا اذهب الله همه وحزنه ، وابدله مكاناً فرحاً ) ، فقيل : يا رسول الله ! ألا نتعلمها ؟ فقال : ( بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها ) ، وأخرجه أيضاً أبو حاتم ، وأبن حبان في (( صحيحه ) وأيضاً فإن الآية مطلقة ، ولم تخصص اسماء الله بعدد ، وقد ورد في القرآن الكريم اسماء وصفية لله تعالى لم تدرج في التعسة والتسعين المشهورة التي سبق بيانها ، ومنها : المولى ، النصير ، الغالب ، القاهر ، القريب ، الرب ، الناصر ، الأعلى ، الأكرم ، أحسن الخالقين ، أرحم الراحمين ، ذو الطول ، ذو القوة ، مولج الليل في النهار ، ومولج النهار في الليل ، ومخرج الحي من الميت ، ومخرج الميت من الحي .
وقد جاء في رواية ابن ماجه لحديث أسماء الله التسعة والتسعين اسماء ليست في الرواية المشهورة التي سبق ذكرها ، وذلك بدلاً عن بعض ما جاء فيها ومنها : التام ، القديم ، الوتر ، الشديد ، الكافي ، الدائم ، النور ، المبين ، الجميل ، الصادق ، المحيط ، القريب، الفاطر ، العلام المليك ، الأكرم ، المدبر ، الرفيع ، ذو الفضل ، الخلاق .
كما ورد في أحاديث نبوية أخرى بعض أسماء أيضاً منها : الحنان ، المنان ، السيد ، الديان منها : جميل ، ففي الحديث الصحيح : (( إن الله جميل يحب الجمال )) ومنها : رفيق ، ففي الحديث الصحيح : ( إن الله رفيق يحب الرفق ) .
وهذه الأسماء الحسنى المأثورة توقيفية ، يجوز إطلاقها عليه سبحانه اتفاقاً ، ولا يجوز إطلاق اسم على الله لم يرد في المأثور من الكتاب والسنة ، خشية إطلاق اسم عليه سبحانه يوهم النقص من كمال الألوهية ، وجلال الربوبية .
ونحن إن شاء الله في كتابنا هذا، سنذكر هذه الأسماء الحسنى موزعة بتنسيق ضمن تسعة أبواب تدل على صفات ذاته وأفعاله سبحانه وتعالى .
الدكتور يوسف المرعشلي
إقتراحاتنا
|