دار المعـرفة للطباعة والنشر   ترحب بكم     ***   ** جديد **  بعون الله تعالى صدرت (موسوعة الكلمة وأخواتها في القرآن الكريم )12/1 للشيخ الدكتور أحمد الكبيسي     ***   بعون الله تعالى صدرت (مــوســوعـة المعجم المفــهـرس لألفاظ الحديث النبوي الشريف) ضمن 21 مجلد  - لأول مرة في العالم الإسلامي بمنهج علمي موحد     ***   50 عاماً في نشر المعـرفة * * * 50  عاماً في نشر المعـرفة     ***   صدر- جديد- جديد - كتاب للدكتور دلاور صابر { بالإيمان والغذاء نؤخر شيخوخة العقل والجسد}  مزين بالصور     ***   شعارنا:    اتقان في الاختيار       جودة في الاصدار     ***   ا لقـراءة متـعة و غــذاء للـروح     ***   اطلعوا على اصداراتنا من كتب الأطفال { المعرفة للصغار }  سلاسل هادفة وتعليمية     ***   دار المعــرفة للطباعة والنشـر    :    اتـقـان في الاخـتـيـار       جــودة في الاصـدار      ***   جديد   سلسلة " السيرة النبوية الشريفة " 12/1 للأطفال مزينة بالرسوم.     ***  

مقالات
يوم الجمعة, 26 نيسان 2024 

المؤلف :  د. زغلول النجار
الموضوع :  اسلاميات
العنوان :  الصوم وفوائده على الانسان على مر العصور
التاريخ :  
15-04-2010
الصوم وفوائده على الانسان على مر العصور 

أثبتت الدراسات البحثية في مسألة الصوم وتاريخه أن الإنسان البدائي لجأ إلى الصوم عن الطعام والشراب كوسيلة للتداوي من الأمراض، وأكدت التجربة أن الصوم يمثل سلوكاً غريزياً لدى كُلٍّ من الإنسان والحيوان على حد سواء للتخلص من العلل أو تخفيفحدتها.

ويُعَدُّ الحكيم أبقراط أول مَن أوصى بالصوم كوسيلة علاجية، وازدادالاهتمام بالامتناع عن الطعام والشراب كأسلوب للعلاج بعد ميلاد المسيح ـ عليهالسلام ـ ففي السنة العاشرة من الميلاد لاحظ أحد الحكماء ويدعى (كونيلوس) سرعة شفاءالعبيد مقارنةً بالأحرار، وقد علَّل ذلك إلى أن الأرِقَّاء أكثر صوماً وأكثرالتزاماً بالصوم العلاجي من الأحرار، وفي عام (46) من الميلاد قال الحكيم بلونارك: " إن صوم يوم واحد أفضل من تعاطي الدواء ".

وقد عُنيت بعض المعاهدالطبية الحديثة في الدول الغربية بشؤون الصوم العلاجي، حيث إن الصوم العلاجي يأتي بنتائج حسنة في علاج عدد من الأمراض، وقد أدى هذا إلى اعتماد بعض المعاهد والمصحاتالصوم العلاجي كأحد الوسائل للتداوي من بعض الأمراض.
وللصوم العلاجي فوائد صحية لعلاج كثير من الأمراض: كالرَّبْو الشُّعَبِي، وبعض أمراض القلب والشرايين، وبعضالأمراض الجلدية، كالإكزيما، وبعض أمراض الجهاز الهضمي، وأمراضالحساسية.

ولو اتبع المسلم ما ورد بالسُنَّة النبوية الشريفة من آداب الصوم والإفطار فلن يختلف الصوم العقائدي الإسلامي عن الصوم العلاجي من حيث الفوائد الصحية، فانكباب الصائم على تناول الفطور حتى الشعور بالتخمة، والحرص على تناول كميات كبيرة من الأغذية الدسمة، والحلويات والسكريات، والتبكير في تناول وجبة السحور، أو عدم تناولها على الإطلاق، والخمول بعد تناول وجبة الفطور، والجلوس لساعات أمام التلفاز، كل ذلك يؤدي إلى إفساد الفوائد الصحية للصوم، وعندها قد تتحول هذه الفوائد إلى آثار سلبية على الصحة.

والصيام يفيد كثيراً في حالات المصابين بداء السكري غير المُعتَمِد على الأنسولين إذا ما اتبعوا نظاماً غذائياً خاصاً طوال فترة صيامهم، ولا يختلف هذا النظام مع ما ورد في تعاليم الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ كالتعجيل بالفطر، والتأخير في السحور، وتقسيم الأطعمة التي يتناولها الصائم إلى ثلاث وجبات، والابتعاد عن تناول الأغذية الدسمة والحلويات، والإقلال من تناول الأغذية المالحة.

وإذا أهمل الصائم تناولالسحور يمكن أن يُصَاب بهبوط مستوى سكر الدم الذي قد يؤدِّي إلى إصابته بمضاعفات أخرى ـ لا قدَّر الله ـ وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلمـ قال: " تسحَرُّوا فإنَّ في السحور بركةً ".

ومن الخطأ أن بعض الناس يتناولون طعام السحور بعد منتصف الليل بقليل، ثم ينامون حتى الصباح، وهذا قد يُشكِّل عبئاًعلى الهضم عند البعض خصوصاً إذا كانوا يعانون من بعض الأمراض، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، والتعجيل بالسحور يجعل فترة الحرمان من الطعام والشراب طويلةً، فالمُستَحَبُّ تأخير السحور.