مواضيع أخرى
مقالات
![]() 17-08-2009
ضرب الزوجة واعداء الدين وواقع الحال رغم سوء استغلال بعض الرجال المستشرقين وأعداء الإسلام مسألة تأديب الزوجة بالضرب – وهي مسألة مشروطة في الإسلام – فإن الواقع يأكد أن المرأة في مجتمعاتنا الشرقية أسعد حالاً من نظيراتها في المجتمعات الغربية . وخلال وجودي في الغرب مدة ست سنوات، لاحظت هناك، أن الزوجات بالرغم من أنهن يدعين الحضارة والمدنية، إلا انهن يعانين من الهجر والإذاء وضياع حقوقهن المعنوية، ولا ابالغ إن قلت: إن السبب الرئيسي في ذلك هو أن الأزواج – ونسبة كبيرة منهم من مدمني الخمر – لا يتورعون أن يضربوا زوجاتهم وان يقتلوهن بنسب واحصائيات تفوق كثيراً ما هو مسجل لدينا ، وخير دليل على ذلك الاحصائيات التي ذُكرت في بداية موضوع العنف ضد النساء . فليركز المستشرقون على بلادهم ولينتقدوا ما يحصل لنسائهم من الضرب المبرح الذي قد يصل في كثير من الاحيان الى القتل، وليتركوا شأن ديننا الحنيف الذي أعطى كل شيء حقه ولينتقدوا هؤلاء المستشرقين وسائل اعلامهم وافلامهم التي يعرضونها بالتلفزة والتي لها دور كبير في تشجيع عنف الرجال نحو المرأة ، حيث ان هناك عنفاً اعلامياً تجاه المرأة ، وقد اثر ذلك لا على شبابهم فحسب ، بل على شبابنا ، حيث ان ذلك العنف الاعلامي يأخذ عدة صور ومنها: إغفال الدور الكامل للمرأة كإنسانة منتجة مساهمة في التنمية ، وباحثة ومساهمة في تطور المجتمع ، فلماذا نعد المرأة اقل ثقافة وعلماً من الرجل ؟ فهناك نساء طبيبات ومهندسات ، وشاعرات وأديبات ، وعالمات ، فالمرأة في دولة قطر مثلاً اخذت مواقع هي كفؤٌ لها، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، فإن الدكتورة عائشة المناعي هي عميدة كلية الشريعة في جامعة قطر ولنساء قطر دور كبير في قطاع التعليم ، وكثير منهن يشغلن مواقع حساسة في ذلك القطاع . إن المعرفة للمرأة هي أرقى طريق الى تعميق الحياة وتنويعها ، وترسيخ أفقها وخلق صلة بينها وبين العالم، وعطاء كل لحظة من الحياة طعماً هذا وقد حث الاسلام على تعليم المرأة ، وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم يخصص للنساء أياماً يجتمعن فيها، ويعلمهن شؤونهن ، مما ينفردن به عن الرجال، بمقتضى تكوينهن الجسدي والنفسي . ولكن ما يحدث اليوم في التعليم هو ان أعداء الاسلام استطاعوا توجيه مؤسسات التعليم والتربية في اكثر من اربعة عقود ومن ضمن مخططهم ، أن يقنعوا الفتيات المسلمات اللواتي تعلمن فيها بأن التقاليد والعادات والاخلاق المنافية لتعاليم الاسلام والمستوردة من الغرب أمور حسنة ، فيجب الأخذ بها حسب رأيهم ، فهان على المرأة المسلمة ان تعرض نفسها وتمشي في الطرقات العامة بهيأة مخالفة لديننا الحنيف ، وأن تنظر الى التعاليم الاسلامية الحنيفة نظرة مُجافاة في التطبيق هذا وإذا عدنا الى دور العنف الاعلامي في وسائله نرى انه تبرز صورة الرجل – في كثير من الاحيان – خاصة في الدراما، ملامح البطولة والعنف والقوة والذكاء، بينما يبرز دور المرأة وصورتها ملامح الضعف و السذاجة والبعد عن العقلانية في السلوك والتصرف والتفكير، والاعلام إذ يبرز دور المرأة صورة المستهلكة للملابس، ومستحضرات التجميل وغيرها . هل نسي التاريخ قصة المرأة البطلة ( إمرأة فرعون ) ، انها قصة جديرة بالاعتبار من قِبل المرأة فليست المبالغة ولا الخيال يدعوان القرآن الكريم إلى القول :{ وضرب الله مثلاً للذين أمنوا إمرأت فرعون }( سورة التحريم : اية 11 ) ، وهي آسية .. فهذه المرأة البطلة التي فازت بالخلود في كتاب الله وجناته حين جعل الله منها ذِكراً تردده آلاف الألسنة جيل بعد جيل : { وضرب الله مثلاً للذين أمنوا إمرأت فرعون إذ قالت ربي ابني لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين }( سورة التحريم : الاية 11 ) . وليس قصدي وانا اتحدث الآن عن المرأة التي جعل القرآن الكريم منها قدوة للمؤمنين ، وضرب بها المثل الأعلى في التضحية والجهاد والالتزام بخط العقيدة ، كسب عواطف المرأة والتزلف عليها كما يفعل أصحاب الكتابات الرخيصة ، لكني أروم من كلامي أمرا ً آخر ... فيه كل الخير للمرأة لأن غرضي الرئيس لفت نظرها الى أمرين رئيسين :
فلماذا تبرز وسائل الاعلام دور المرأة بالضعف والسذاجة، والبعد عن العقلانية في السلوك والتصرف والتفكير ، ناهيك عن أن هناك نساء في الإسلام لهن دور البطولات والتضحيات في التاريخ ، كأم عماره وخديجة وفاطمة واسماء ونسيبة وسمية والخنساء فإنهن أفضل من رجال كثيرين . فالقرآن أعظم كتاب تحدث عن المراة ، وقد جعل منها – قدوة للأجيال – وضرب ببطولاتها وايمانها وأدبها المثل . وليعلم المستشرقون أن شريعتنا الغراء واضحة في جعلها الزواج علاقة مقدسة أبدية ، قوامها ليس الدمار – كما في الغرب – بل المودة والامتزاج والرحمة ، ولا اقول ذلك من عندي إنما يتضح كل ذلك من قوله تعالى:{ هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} ( سورة البقرة : الاية 187) . كما يقول جل وعلى : { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة } ( سورة الروم : الاية 21 ) ويظهر من معنى هذه الاية الكريمة ان الزوجة هي المكان الذي يجد فيه الزوج راحته وأمنه وسكينته فعلى رجالنا ونساءنا ان يبتعدوا عن كل عبث وهراء، وثرثرة وافتراء، ويعودوا الى النظر السديد، ويعلموا ان أعداء الاسلام الذين ينادون بحقوق المرأة، والذين يضربون المناضد بأيديهم من اجل حقوقها، مثلهم كمثل الطبل يرتفع صوته وهو في الداخل أجوف، وليدافعوا هؤلاء عن العنف القاسي الذي يمارس في بلادهم ضد نساءهم، ويتركونا وشأننا . |